قدٌ رشيق
أنف كحد السيف
وبشرة مثل المرمر ، حين رآها قال تلك مرادي ،
هذه التي حلمت بها ، لن أرضى بغير مريم زوجة لي
جلس يتحدث معها يسمعها نعم ولكن يراها أكثر ، تارة لأصابع يدها الناعمه ولون اظافرها المطلية وتارة أخرى يسلب لعقد اللؤلؤ المصفوف الذي يسمونه أسناناً
تخيل شكل اطفالهما ،، من مثلها لن تأتي إلا بملائكه
أتمم أمور الزواج ، وسافر الى شهر العسل ،
طار فرحاً بتلك الجميله ، وشعور فخر من نظرات الغبطه أوالحسد من من يرونها معه ،
بعد عدة أشهر زار أهلها كعادتهم كل أسبوع ولكن هذه المرة دخل عليهم بوسط غرفة الجلوس وهم يتأملون حقيبة كبيره بها صور العائله القديمه
: أين مريومتي ؟!
: تفضّل
حين رأى الصورة تعجّب
وكأنها انسانه ثانيه !! أين اسنانها المصفوفه ؟؟
أين ذاك القد الرشيق ؟
لماذا أنفها منتفخ هكذا ؟؟؟
في المساء سألها لتتلعثم وهي تقول من أين أتيت بصوري القدييمه !!
أصر وأصرت
ولكنها رضحت بالنهايه
ماذا فعلت لفكك ؟!
: جراحه
ولجسمك ؟
: إتّبعت حمية قاسية
: وأنفك !!
: عملية تجميل
: لماذا عملت تجميل ؟؟؟
: لأنني انثى !
: ولكنه غش ! انت وأهلك غشيتوني !
: لن يرجع أنفي كالسابق ياعزيزي
: كل انسان يجب ان يكون على طبيعته
: يالك من متناقص !! انت وغيرت ترون بأعينكم وتختارون للشكل فقط ، هل أبقى على طبيعتي وتلك الجمل المنمقة التي لاأسمعها الا بالمحاضرات الثقافية ،
لو رأيتني بشكلي القديم هل ستجن من اعجابك كما فعلت ؟!
: ولكن ،
ولكن !!
فات الأوان ،،
ينظر لنسب عمليات التجميل بالعالم
شد ، وشفط ، ونفخ
يضحك وهو يقول الحمد لله لست أنا ، كثير غيري يخدعون ،
بعضهم نساء من سيليكون
يطول الزمن او يقصر هي حقيقة وستنكشف !
فهل ستكونين على قدر من الشجاعة لتقولي : نعم
فعلتها وغيّرت من شكلي لأنني كنت قبيحه
صوت ضحكتها مميزه ، ونظراتها توحي بكبرياء عجيب ،
تضحك بتحفظ وتبتسم ولكنها لاتطيل ،
أحاديثها باتت مألوفه على زميلاتها فلها طريقة مميزة بالسرد والكلام أو التعليق بدلع على أحاديثهن باقتضاب ،
لاأنسى يوم ذهبنا برحلة مع بعض فتيات الجامعه الى "شاليه على البحر" ضحكنا ولعبنا الا هي ! اكتفت بالإبتسامه المصطنعه ولكني قرأت افكارها من خلال عينيها ، كانت متذمرة من طريقتنا التي تراها أقل مستوى من حضرة جنابها !
لاأعلم لم كانت هكذا ، أصرخ عليها لمار تعالي معنا سنركب الدراجه البحريه لتجيبهي بدلال لا لاأريد ،
سألت ابنة عمها "الاترينها متخنتها حبتين" فتجيب هي هكذا معكم بالجامعة فقط ، !
قلت لها بتعجب كيف ؟!
لتهز رأسها ،، ربما لاتعلم ،،
زرتها ذات يوم بالمنزل لتستقبلني بكامل اناقتها وكأنها تنتظر ضيفاً عظيماً وليست صديقه رأتها حتى بملابس النوم !!
فتحنا كتبنا لنستذكر ونبدأ بالدراسة الفعلية ،
صوت ضرب باب يوحي بأن احداً خلفه ،، آآه انها اختها الصغيرة ، قامت لتفتحه ولم أعلم الا بصرخه مدويه اتبعها شتائم لم أصدق انها خرجت منها
من ذلك الفم الذي طالما اتعبنا بكثرة ملاحظاته وسخريته من طريقتنا العفويه بالكلام ،،
حتى صوتها الناعم انقلب فجأه ليصبح شيئاً آخر !
تبادلنا نظرات وكأنها فهمت تعجّبي لتكح بطريقتها المتكلّفة تلك ثم تقول : عبثت بغرفتي المزعجه ، عن اذنك سأتصل بمطعم قريب !!
تعجبت منها !!
الهذه الدرجه يكون الإنسان مصطنعاً ! هي إنسانة تحمل شخصين داخلها واحد بأقصى اليمين والآخرى بالشمال
أشفقت عليها حقاً مسكينة هي لم تعش شبابها كما يجب
،
ترى غداً حين تكبر ماذا ستحكي لأطفالها ؟! اين لعبت وأين ركضت وأين مغامراتها التي تحكيها أمهاتنا لنا ،
لو هذه شخصيتها لعذرتها
ولكنها ليست هكذا !
هي باختصار متناقضه !!
تخرّج من الولايات المتحدة ورأسه متشبّع من الأفكار التي حملها الى وطنه ،
إنتمى لجمعية تدعو للتحرر وصوره بدأت تظهر بالجرائد الى ان خصصت له مقالة يوميه في أكبر صحيفة بالبلد ،،
لطالما ظهر على الفضائيات يشرح أفكاره التي تدعو للمساواه والعداله وتحرير المرأه من قيود المجتمع حتى كوّن قاعده جماهيرية كبيره ربّما تعود بعض أسبابها للكاريزما الخاصة به !
رسائل تصل الى صندوق بريده من المعجبين وخاصة من ذوات "الجنس اللطيف" تشكي له همومها ويبدأ بالتلطيف عنها برساله ثم هاتف ومن بعدها يلتقي بها ،
أصبح من الشخصيات التي يشار لها بالبنان ،
ولكن !
كل مايهم أهله زواجه فقد تعدّى الخامسة والثلاثين ومن بعمره أصبحو آباء
تلح عليه والدته ليقول انتظري ، وأبيه فيقول صبراً ياوالدي ،
ولكن ذات يوم دخل يبشرهم بأنه قرر اكمال نصف دينه وأخيراً
ظهر السرور على والديه وهما يقولان من هي يابني ! تعرفها او نختار لك على ذوقنا ؟!
ليجيبهم بصراحه أعرفها ولاأعرفها ، إنها أخت ماجد صديقي !
بالتأكيد تعرفونها ،،
نظرت له أمه باستغراب : لاأعرف ان لماجد اخوات بعمرك ؟!
تلعثم ليقول : لا ياأمي ليست بعمري اصغر مني بعض الشيئ !
متخرجه للتو من المرحله الثانوية ، صغيرة وجميله والأهم محافظه !
اخواته محافظات ، عضوات بمركز إسلامي معروف ،،
هذا كل ماأتمنى فتاة أربيها على يدي !!
رحل وترك لوالديه الف سؤال وسؤال ، لم يصدقو ان هذا منطق إبنهم ! اين الحريه التي يتشدق بها سنوات طويله ؟!
اما هو فهم استغرابهم ولكنه لم يهتم ، مشى وهو يهمس بقرارة نفسه مختلفان شاسعاً انا وهي نعم !
ولكنها الوحيدة التي سأطمإن على نفسي ،
واطفالي مستقبلاً معها
مجالستها ليست من الأمور التي أحبها ، أتراه ربّما لصوتها الثخين !
أو لوجهها الغير مريح بتاتاً !
أم لأنها لاتترك احداً بالجلسه إلا وتبدي رأها فيه
فستانك قصير !
قصّتك لاتناسب قصة الفتيات المسلمات فشعرك يجب ان يصل لمابعد إذنك ،
اتذكر حين دخلت أمام مجموعة نساء أثنت علي إمرأه اتبعها البقية إلا أنها رأت ان هذا العمل لايليق الا بشيئ من "النكد" فألقت يومها خطاباً عن البناطيل الضيقه وتشبهي بالرجال ،
ولكن بعد حديثها الذي اعتدنا عليه تبدأ بالنميمه والتحدث عن استقبال فلانه وموقف علانه !!
أو يتغير كل شيئ في كل مرّه تدخل فيها ام محمد صديقة العائله "الثريه" للمنزل ،
وقتها تترك كل من حولها وتهب لإستقبالها مره وتقديم العصير لها ثم احضار ابنتها للسلام عليها والقيام بالواجب ،، !
استغرب من تلك التصرفات غير المبررة فأقول لأمي لم لاتنصحها ! الا تلبس أم محمد ملابس لاتليق بعمرها فتزجرني والدتي مبدية امتعاضها وتدعوني لترك الناس بحالهم !
كل شيئ كان فيها مريب ،
وخاصة تلك النظرات التي تفترس الناس بها حين يدخلون وصوتها العالي ،
اقول لنفسي الا يجب ان يصبح المسلم هيناً ليناً لسانه لاينطق الا بالشيئ الجميل ووجهه مريح ، ترى لم هي هكذا ؟!
ولكني عرفت اجابة تساؤلاتي ذات مساء ،
حين عزمنا انا واختي عائشه في حفل نسائي "لأحدى صديقاتي"
أناس لايمتون لعائلتنا بصله ،،
دخلت صالة الأفراح وبعد تعديل زينتي في الغرفه خرجت منها ثم دلفت للقاعة الرئيسيه وأنا انظر للموجودات ،
مررت بعيني سريعاً لأجد العجب
فتحت عيني على مصراعيها لأتأكد انها هي !
نعم هي
رأيتها وسط دائرة الرقص ترتدي "ربطة ايشارب" وسط تصفيق الحاضرات !
ذهلت ؟!
اين مزامير الشيطان التي لطالما قالتها في عزائمنا وهي تحث أمهاتنا على اطفاء المسجّل والاستماع من بعدها إلى بعض أحاديث الوعظ التي تلقيها !
أين البناطيل الضيقة التي ازعجت مسامعنا بها وهي ترتدي تلك الثياب التي لاتناسب سنّها اصلاً ،
وقفت انا وعائشه اختي مذهولات ،
ولكن حين انتهت الوصله رفعت كلتا يدي وانا أصفق لها كي تنتبه لي وفعلاً انتهبت ،
تلعثمت وكادت ان تعثر بمشيتها وهي تعود إلى مكانها وتبعد وجهها ولسان حالها يقول ماالذي أحضركم إلى هنا ؟!
نظرت إليها /
بل وأمعنت النظر بضحكه سخرية وانا الوي شفاهي ،
الآن حقاً صدقت ظنوني
وعدم ارتياحي كان بمحله ياهذه !
أنت لم تكوني متدينة ابداً ،
ستار ازعجتنا به كي تصلي لمآربك ولكن هيهات ،!!
ولكن غداً او بعد غد حين تأتين لمنزل جدّتي هل ستقولين كلاماً يخرج من فمك فقط بعيد كل البعد عن قلبك !!
طبعاً لا
ستصمتن
لأنك منافقه
4 فتيات الأولى بالجامعه والأخيره بالمرحله المتوسطه ، اخوات يعيشون في منزل جميل أوله حديقة زهور يتبعها مبنى كبير يعشن فيه مع والدتهم ووالدهم ،
منذ أن عرفو الدنيا وهم لايكادون يعرفون شيئاً منها سوى مدرستهم وهذا البيت ،
فالخروج شبه محرّم الا من بيت جدتهم وتلك المكتبه التي أصبحت أكبر امانيهم يكسر قلم او تطلب منهم المدرسه بعض الحاجيات ليذهبو لها ويحظو ببعض الوقت الممتع !
أبوهم من اولئك الرجال الذين يقال عنهم "محافظون" أشبع مسامعهم الصغيرة بموشحات الرفض لكل شيئ فالخروج لحفل صديقه شيئ من المحرمات وحضور عيد ميلاد زميله ضرب من الجنون ان يقترحو عليه !!
رجل وقور ، طوال عمرهم يحسبون له ألف حساب ،
لم يكرهوه بتاتاً ربّما اعتادو على اطباعه ،،
،
،
في أحد المكتبات نظرت له أسماء "إبنته الكبرى"
خفق قلبها له ، لأول مره ينظر لها أحد الشباب بنظرات جعلتها تحس أنها انثى !
بعد عدة مرات ترددت بها أعطاها خلسة هاتف وهو يقول لها خذيه وضعي الشريحه داخله ، سأحادثك مساءاً ، !
أول مكالمه تحفظت ولم تجلس أكثر من خمس دقائق
مرّه
ومرتين
وثلاث !
بعدها أصبحت تقضي نهارها كله بغرفتها ، تجلس بالساعات غير مبالية فمن مثله لايمل منهم !
يالأحاديثه العذبه ، الجميله
صوتك كالسحر يأخذني لعالم آخر هكذا كان يقول لها لتضحك بحياء ،
أحسّو أنهم خلقو لبعضهم
فكّرو بنهاية علاقتهم ،
الزواج طبعاً !
ولكن كيف ؟! فأبيها ليس بالسهل ،
لطالما حكت له عن أطباعه فيتعجب ان يجد فتيات بهذا الوقت هكذا !
ثم يغبط نفسه على زوجة المستقبل البريئه !
طمأنها بأنه سيخترع اي حجة فسألها عن إسم والدها أجابته وقال حسناً سأجد قصة اقولها لوالدتي ،
مر يومان وثلاثه
حيائها يمنعها من السؤال ،
حتى هو لم يعد شغوفاً بها كالسابق ! أصبحت اتصالاته شحيحه فقط يسأل عن أحوالها ويغلقه ،
ولكن ذات يوم استجمعت كل شجاعتها وسألته
رد باقتضاب ممم لاشيئ مازالت والدتي تبحث عن أقاربكم !
‘إنه شهر ياسعود ! ماذا بالأمر ؟!
رضخ بعد عدة أيام ليلقي على مسامعها تلك الصاعقه
: لم أتخيلك ابداً كاذبه هكذا ياأسماء !
: كاذبة
!
: نعم كاذبة ، حين حكيت لأخي ضحك بشدة ليخبرني عن أبيك ، ابيك الوقور الذي تقولين إنه رباكم بشكل جيّد !
: مابه أبي !!
: لاشيئ اعتقد ان علاقتنا لن تكتمل ، أتمنى لك كل خير ،
وداعاً !
دهشت ! ثم بكت ،، وبشدة !
ركضت لمكتب والدها تعبث بأغراضه لم تجد أي شيئ يدل على أنه ليس بالرجل الجيّد !
سألت أمها لتصرخ بوجهها من تلك الشكوك الغبية ،
بالتأكيد هذا الأحمق اخترع اي حجه حين رأى الأمور تسير بشكل رسمي !
ولكنها ببساطه إنسانه مقهوره ، !
سألت وبحثت ،
ليست هناك إلا سلمى خالتها الدكتوره الجامعية الغير متزوّجه والمتمرده على مجتمعها ،
ألحت عليها
وترجّتها
ثم حكت بها ببكاء عن قصة حبها التي ماتت بالمهد ، لتتعاطف كثيراً معها
واكتفت بجملة واحدة : ربّما اخوه كان شريك أبيك بإحد مغامراته !!
دخلت الجامعة وسط تصفيق وجمهور غفير حضر لها ، هاهي الدكتورة منال قد نالت شهادة فخريه من جامعة مينيسوتا كتقدير لنشاطها بمجال حقوق إنسان ،
اعتلت الكرسي لتجلس ويجلس الحضور ثم تبدأ بمحاضرة إمتدت لساعتين تحكي عن مالقته هناك من تقدير واهتمام ثم تتكلم عن حقوق الآسيويين والعماله العربية المسلوبه ،
بعد ان انتهت صفق لها من كان بالقاعه ،
كانو فخورين بكوادر محلية شرفتهم بالخارج ،،
جلست تتحدث مع بعض الدكاتره حين هتفت طالبة بحماس :
استاذه هل تقبلين بلقاء صحفي غداً في جريدة الجامعة ؟!
فترد بثقة بالطبع أنتم ثروة المستقبل ان لم نهتم بكم لمن نهتم إذاً ،،؟!
تركت المكان بعد ان ودّعت الجميع ثم ركبت سيارتها الفارهه لتقصد بيتها الذي دخلته وهي تتذمّر من ذلك اليوم المتعب ،
نادت بصوت عالي :
ميري ميري ، أريد ماء ،
قدمت خادمتها مسرعه ولكنها تعثرت من غير قصد لتقع ويقع الكأس منها !
صرخت بوجهها ألا ترين ياغبيه !!
انكمشت الخادمه ونزلت مسرعه لتلم المكسور ،
اين عينيك ؟!
هذا كأس من طقم الأواني الفضيه التي جلبها سيّدك من روما !
انا آسفه يامدام
: وماذا سيفيدني الأسف ؟!
سأخصم من راتبك فثمن كأس واحد بنصف راتب كامل لك ،،
هيّا أغربي عن وجهي الآن !
ذهبت خادمتها مكسورة الخاطر
جلست على الكنبة الوثيرة وهي تتأفف وتفتح التلفاز فموعد مقابلتها الآن ،
لينبعث صوتها من داخل التلفاز وهي تتحدّث بانفعال : يجب ان نجد للعماله حلاً ونصدر قوانين تحميهم من سوء المعامله !!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~~~
~~~~
~~~
~~
~
هم ببساطه بشر متناقضين يقولون مالايفعلون !ويظهرون بعكس مايكونون عليه ،،ترى هل صادفتكم تلك النوعية بحياتكم ؟! من اروع مأقرأت ونقلته لكم